تؤثر البيئة بما تحتويه من مؤثرات كالحرارة والرطوبة و الدخان و الملوثات في الطفل، وتترك آثارها واضحة على صحته، آثاراً قد لا يمحوها الزمن كالتهابات رؤية و حساسية في الجلد لا سيما ارتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنه من تغييرات في البيئة المحيطة بالطفل، من ماء وهواء، وانعكاسها على حياة الطفل وصحته الذي يبدأ بالتألم، فينتابه بين الحين و الآخر حمى وارتفاع في درجات الحرارة. وفي هذا الصيف، الذي يشهد موجات من الحر الشديد بين الحين والآخر، تزداد المخاوف و تكبر من حدوث أمراض وأوبئة لم نكن قد ألفناها من قبل، ولا يسعنا إلا بذل مزيد من الجهد و الأخذ بالتدابير الوقائية التي من شأنها التخفيف من أثر التغيرات والتقلبات في الجو,
باستخدام أقل ما يمكن من الطاقة الكهربائية والحرارية والتقليل من حجم الاحتراق اللازم لأداء مهامنا من خلال المواصلات التي تعمل على طاقة البترول التي تزيد من درجات حرارة الجو. والأطفال تلك الشريحة الكبيرة من المجتمع إلى جانب كبار السن هم الأكثر عرضة لتأثيرات الحرارة وأضرارها، لذا كان لزاماً على الأسرة حماية طفلها من هذا الحر، بمنعهم من الخروج إلى اللعب أو إلى الساحات العامة أو حتى في حديقة المنزل إلا في الساعات الأولى من الصباح أو في المساء. و ضرورة انتظامه في شرب الماء بكميات كبيرة في هذا الصيف الحار، منعاً لتعريضه للجفاف. و توفير الوسائل التي تعمل على ترطيب الجو، بتأمين نوافير في حديقة المنزل وعلى شرفاته.
وتسبب موجات الحر في تسخين الهواء والتقليل من نسبة الأوكسجين مما يؤثر في الشعب الهوائية للطفل، ويسبب أزمات رئوية حادة لديه، الأمر الذي يضطره إلى استنشاق كميات كبيرة من الهواء لا تتناسب مع وزنه، تعويضاً عن نقص الأكسجين.
لذا كان لتوجيه الطفل من قبل أوليائه بالتخفيف من الحركة والنشاط في أوقات الحر، الدور الكبير في التقليل من مخاطر المرض، الذي في كثير من الأحيان يستدعي استفحاله زيارة الطبيب و السماع لتوجيهاته وإرشاداته.
http://www.al-jazirah.com/magazine/02092003/aq53.htm