السباحة.. وصحة القلب
عظيمة الفائدة للرئتين والأوعية الدموية والعضلات وتزيل التوتر
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط» *
إن ممارسة أي نوع من الرياضة هي أفضل لقلبك من عدم ممارسة أي تمارين رياضية. ويوصف المشي دوما بأنه «المقياس الذهبي»، لأن غالبية الناس بمقدورهم تنفيذه، وهو أسهل وطأة على الجسم، ولا يحتاج إلى أي أجهزة إضافية أو إلى طرق خاصة. وعلى الرغم من أن المشي لا يعتبر من التمارين الفضلى لصحة القلب، والبدن عموما، فإنه يظل أفضل الخيارات للغالبية العظمى من الناس.
إلا أن التمارين الأكثر حيوية تقدم فوائد أكثر للقلب من المشي. وقد احتلت الدراسات التي ركزت على الركض حصة الأسد من الأبحاث لأن الركض يمثل امتدادا منطقيا للمشي، ولأنه من أكثر أشكال الرياضة شعبية تقريبا.
أما السباحة فإنها، بالمقارنة، ظلت تحتل المرتبة المتأخرة من الأبحاث، مع ظهور عدة دراسات على مدى أعوام حول السباحة وأمراض القلب. وتسلط دراستان جديدتان أجراهما باحثون في «كوبر كلينيك» في مدينة دالاس، الأضواء على الفوائد الصحية للسباحة.
* السباحة والقلب
* وقد قارنت إحدى الدراستين ضغط الدم، مستويات الكولسترول، استهلاك الطاقة الأقصى، وقياسات أخرى لصحة القلب والأوعية الدموية، لما يقرب من 45 ألفا من الرجال والنساء من ممارسي المشي، الركض، السباحة، ومن الكسالى أيضا! وكانت قياسات ممارسي السباحة والركض هي الأفضل، ثم جاءت بعدها وبفارق قليل مؤشرات ممارسي المشي. وحسب التوقعات فإن الكسالى كانوا من أكثر المشاركين الذين عانوا من الوزن الزائد، وكانت لهم معدلات أعلى لعدد دقات القلب أثناء الراحة، ولهم أسوأ مستويات الكولسترول وأسوأ حالات اللياقة البدنية.
أما الدراسة الثانية فقد دققت في وفيات 40547 رجلا بين أعمار 20 و90 سنة، على مدى 13 عاما من المتابعة، في المتوسط. وقد رصدت وفيات بنسبة 2 في المائة فقط لممارسي السباحة، مقارنة بـ8 في المائة لممارسي الركض، و9 في المائة لممارسي المشي، و11 في المائة للذين لم يمارسوا التمارين الرياضية. وقد نشرت هاتان الدراستان في مجلة «إنترناشيونال جورنال أوف أكواتيك ريسيرتش آند إيديوكيشن».
* رياضة واسترخاء
* السباحة تؤثر على القلب والرئتين. وهي تدرب الجسم على استخدام الأكسجين بشكل أكثر كفاءة، وهو ما يظهر عموما في شكل انخفاض في عدد دقات القلب أثناء الراحة، ومعدل التنفس. والسباحة توظف الذراعين والساقين ومجموعات العضلات الأخرى في ما بينها، وهذا ما يحسن قوة العضلات ومرونتها.
ويدعم الماء الجسم ويحيط به، ولهذا فإنه يستبعد التعرض لنوع الضربات التي يتعرض لها أثناء الركض. ولأن الماء سهل التأثير على المفاصل والعضلات، فإن السباحة غالبا ما يوصى بها للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل والحالات المرضية المزمنة الأخرى. كما أن مقاومة الماء تسمح أيضا للشخص السابح بإجراء تمارين رياضية قوية من دون التعرض لأي أضرار تذكر.
الاسترخاء، والتأمل، هما جانبان آخران أيضا للسباحة، إذ يمكن ممارستها بينما يكون فكرك سارحا، أثناء الاستحمام في حوض من الماء المثير للسكينة، والتركيز على طريقة تنفسك وحركاتك. كما أن جانب السباحة «المدمر للتوتر» بمقدوره المساهمة في تحقيق الفوائد لصحة القلب والأوعية الدموية.
والأمر الأفضل من كل الأمور هو أن السباحة هي نوع من النشاط الذي يمكنك أن تنفذه طيلة حياتك كلها، والذي لا تتخلى عنه حتى في أواخر أيامك.
إن كنت من ممارسي السباحة، فقد تكون قد اكتشفت فعلا فوائد هذه الرياضة. وإن لم تكن، فإن التعلم عليها ليس متأخرا مهما كان عمرك.
إن كنت من المبتدئين، أو من العائدين قريبا لممارسة السباحة، فابدأ بالسباحة بحركات بسيطة ببطء لمدة 5 إلى 10 دقائق. وما إن تتعود على الرياضة، وبعد أن تصبح ضربات يديك وركلات رجليك وتنفسك أكثر كفاءة، يمكنك السباحة لفترة أطول.
حاول أن تخلط بين أنواع السباحة: السباحة الحرة، الفراشة، سباحة الظهر، أو أي نوع ترغب فيه. إذ إن ممارسة مختلف أنواع السباحة تساعد على الحفاظ على طريقة سباحتك المعتادة وتجددها، وتساعد كذلك في توظيف مجموعات أخرى من العضلات للعمل.
وإن كنت لا ترغب في السباحة فيمكنك اللجوء إلى تمارين رياضية مائية أخرى. حاول المشي أو الركض على الماء، فإنهما أسهل بكثير على الجسم من المشي أو الركض على الأرض، وهما يقدمان الفوائد الجيدة نفسها للقلب والأوعية الدموية. والخيار الآخر هو تمارين الآيروبك المائي في أحواض السباحة.
ما هي التمارين الرياضية التي كنت ترغب في مواصلة إجرائها لكي تظل معك حتى أواخر حياتك؟.. الإجابة: كرة المضرب (التنس)، كما تقول دراسة تابعت 1000 من طلاب الكليات الطبية على مدى 40 سنة. فقد ظهر أن طلاب الطب الذين مارسوا رياضة التنس كانوا يظلون يمارسونها حتى عند بلوغهم سنا كبيرة، أكثر من الذين اختاروا رياضة كرة السلة أو كرة القدم. كما ظهرت لديهم معدلات أقل من أمراض القلب.
إنها نتائج لطيفة ومعقولة نوعا ما. فكرة المضرب تقدم لقلبك رياضة جيدة. وهي رياضة يمكن ممارستها على مختلف المستويات. وبمقدور الإنسان ممارستها، مثل السباحة، في الأعمار المتقدمة.
ومع ذلك، فإن الواقع أن أي برنامج للتمارين الرياضية يساعدك على البقاء نشطا أكثر أيام الأسبوع هو الأفضل لك، سواء كان ممارسة المشي، السباحة، كرة المضرب، التجديف، ركوب الدراجة الهوائية، أو أي أمر آخر يجعلك متحركا.
وعلى الرغم من أن السباحة عظيمة الفائدة للقلب والرئتين والأوعية الدموية والعضلات، فإنها لا تقدم فوائد كبيرة للعظام. ولهذا يحتاج السباحون إلى استكمال تمارينهم المائية ببعض من تمارين الأوزان، مثل تمارين القوة، المشي، الرقص، تسلق السلالم، أو العمل في الحديقة.
* رسالة هارفارد للقلب.. خدمات «تريبيون ميديا» خاص بـ«الشرق الأوسط»