السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♥♥الســلـطـان قــابـــوس بـــن ســـعــيـد♥♥يصعب على أي إنسان أن يتحدث بسهولة ويسر عن رجل يعتبر من عظماء التاريخ
وأبرز القادة العرب , رجل غير تاريخ دولة بأكملها مسح عنها غبار العزلة
والتخلف والجمود وأعاد بنائها من جديد بتعاونه مع شعبه, مسح بيديه
الكريمتين على أساس عمان وجعلها درة تنمو وتزدهر ويشار إليها بالبنان, مد
لنا يمينه منذ أكثر من 35 عاما ومازال معطاء كريم بأصلة , هو سيد السلاطين
وفخرهم , هو خير وأعظم الملوك على الأرض, تميز برفعة شأنه وحنكته الثاقبة
وقوة نفوذه وعزيمته التي لا تكل وهمته الدءوبة وسياسته السديدة.
أنه فخر عمان وعزها وشموخها
انه شمس تنير فضاء عمان وكونها
أنه عمان وعمان قابوس
أسمه ونسبه:هو صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد
بن سلطان أبن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك
البوسعيدي , المتصل نسبه بالقائد العماني العظيم المهلب بن أبي صفرة بن
سارف بن صبيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الاسد بن
عمران بن عمرو(مزيقاء) بن عامر(ماء السماء) بن حارثة بن امرئ القيس بن
ثعلبة بن مازن بن (الأزد) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ
بن يشجب بن يعرف بن قحطان بن هود النبي عليه السلام.
فهو متسلسل من بيوت الشرف والمجد, ومتفرع من سلالة السؤدد والكرم.
السيرة الذاتية:
مولده ونشأته...ولد السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه, في مدينة صلالة بمحـافظة ظفار
في 18 شوال 1359هـ الموافق 18 نوفمبر 1940م، وهو السلطان الثامن المنحدر
رأسا من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل سعيد سنة1744م، الذي
مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع
أن يوحد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية. ونشأ نشأة أبناء السلاطين
والملوك والشباب الطموح المرتقي إلي ذروة المجد والشرف, يحب معالي الأمور
والمكارم , ويعشق المحامد منذ صغر سنه.
مرحلة الطفولة والشباب:وفي سنواته المبكرة تلقى جلالته التعليم في عمان, فحفظ القرآن الكريم وقرأ
السنة النبوية وتعلم قواعد اللغة والنحو وأصول الدين والفقه والفرائض, وقرأ
السير وأيام العرب وأخبارها وأشعارها وألّم بها, وقرأ الدواوين الشعرية
وحفظ الكثير من الأشعار, على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة
الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة.
وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى انجلترا حيث واصل
تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، وفى عام 1379هـ
الموافق1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هرست) كضابط مرشح،
حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان،
ثم انضم جلالته إلي كتيبة (الكالاميردنيانز) الأولي في ألمانيا الغربية
حيث أمضى ستة أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية, يؤدي خلالها واجباته
العسكرية ويتلقي التدريب في قيادة الأركان.
بعدها عاد جلالته إلى بريطانيا حيث درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي،
وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والدة الفرصة، فقام بجولة
حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق
1964م حيث أقام في مدينة صلالة مسقط رأسه.
وعلـى امتداد السنـوات الست التـالـيـة تعمق جـلالتـه في دراسة الدين
الإسلامي واللغة العربية وقراءة السير النبوية وسير الخلفاء الراشدين
والخلفاء في العصرين الأموي والعباسي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان
دولة وشعباً على مر العصور, وكذلك الأدب والشعر. وقد أشار في أحد أحـاديثه
إلى أنه ((كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم
الأثر في توسيع مداركي ووعيي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً.
وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي
الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري
العالم المشهورين)).
تسلمه الحكم في السلطنة:تسلم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه-
مقاليد عرش سلطنة عمان في 23 يوليو 1970 ( يوم النهضة المبارك). في هذا
اليوم انبثق فجر جديد بأمل نّور فضاء السلطنة من جنوبها إلي شمالها, فما أن
تولي جلالته مقاليد الحكم حتى أخذ يعمل بسرعة هائلة, فدفع بنا إلي المقام
الذي يليق بالإنسان العماني البار. وأسرع في إقامة إصلاحات ومنجزات ضخمة في
مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
أهتم جلالته بشتى اتجاهات الحضارة, رعي الفكر بالعلم, والعقل بالوعي,
والنفس بالأمل والأمن, رسم لنا البهجة وجعل من السلطنة تزهو وتزدهر به.
كان جلالة السلطان المفدى بشري خير ونور وثراء لعمان ولشعبها الكريم, مد
يده للوطن والمواطن في كل المناسبات ولكل المجالات, وعمل على بناء وتثقيف
وتنوير الإنسان العماني بوجه عام.
بدأ بتنفيذ مشاريع كبيرة لتنمية البلاد ورفع مستوي معيشة الشعب واقتصاد
الدولة. أهتم ببناء الدرع الواقي للسلطنة متمثلا في قواته المسلحة من قوات
بحرية برية جوية, فأصبحت الدرع الواقي والعين الساهرة للوطن تحت قيادة صاحب
الجلالة المعظم وبفضل الله وبفضل حنكة قيادته وخبرته العسكرية الفذة وبفضل
البناء العلمي لهذه القوات سجلت في 11 ديسمبر عام 1975 نصرا عظيما كان له
دويّه في الداخل والخارج.
فقد حققت النهضة المباركة للمواطن العماني كل ما يصبو إليه من عزة وسؤدد
وحرية وكرامة, ورغد وعيش كريم ويسرت كافة السبل والفرص لينهل من ينابيع
العلم والمعرفة فأنشأت المدارس بكافة مراحلها وانتهاءً بالجامعة والكليات
والدراسات العليا.
كما اتخذ جلالته قاعدة رئيسة نحو ترسيخ قاعدة الشورى في عمان, فأنشأ المجلس
الاستشاري للدولة, الذي باشر أعماله لسنوات, ثم أمر جلالته بإنشاء مجلس
الشورى, يمثل أعضاؤه جميع ولايات السلطنة, ويساهم بالمشورة في وضع وتحديد
المشاريع التي تهدف إلي التقدم الاقتصادي والاجتماعي, هذا بالإضافة إلي
جولاته السنوية التفقدية في ولايات السلطنة المختلفة, حيث يتعرف جلالته عن
قرب أحوال المواطنين الذين يجلسون إليه في جلسات أشبه بالبرلمان المفتوح.
ومن هذه الجولات يقوم جلالته بإصدار التوجيهات إلي الوزراء المرافقين لحل
المشاكل التي تعترض المواطنين أو الدولة.
الصعيد الخارجي:فقد رسم جلالته مبادئ سياسته الخارجية الحكيمة وفق أسس الإيمان الراسخ
بمبادئ التعايش السلمي بين جميع الشعوب الشقيقة والصديقة, وحسن الجوار بين
الدول المتجاورة, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير, والاحترام
المتبادل لحقوق السيادة الوطنية. واتسم جلالته بأخلاقية الموقف الثابت
والمتوازن ومبادئ الوضوح والندية في التعامل بمختلف القضايا الإقليمية
والدولية المعاصرة.
وقد أعتمد جلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه سياسة مد يد الصداقة لكافة
الدول والشعوب والتفاهم معها. مما أكسبت السلطنة احترام العالم وتقديره
لنا, وكل ذلك يرجع لصاحب الجلالة بما اتصف به جلالته من رجاحة عقل وفكر نير
ثاقب سديد وحكمة وثبات وعزيمة صارمة.
اهتماماته:وللسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك
وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك جليا في الدعم الكبير والمستمر من جلالته
للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من
خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.
مشروعاته:ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس
للأسماء العربية ، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من
الدول العربية، وكذلك بعض مشروعات جـامعة الأزهر، وجـامعة الخليـج وعدد من
الجـامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان
قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع
دراسة طرق الحرير.. وغيرها.
هواياتهوعن هواياته يتحدث جلالة السلطان فيقول:
منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل ، فقد وُضِعت على ظهر حصان وأنا في
الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل، ولكن في الآونة
الأخيرة ولكثرة الأعمال أصبحت الممارسة قليلة جداً، إلا أن هذه الهواية
لاتزال قريبة الى نفسي.. الرماية أيضاً من الهوايات المحببه كوني تدربت
عسكرياً.. هذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع
كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة.. كذلك
عندي حب التجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة، سواء بندقية
أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي
الأفضل، وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ أستخدم القوس والنشاَّب..
هناك هوايات أخرى كالمشي.. أحب المشي منذ الصغر، فأجد الراحة ـ قبل الذهاب
الى النوم ـ أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة
للتفكير، كذلك أحب التصوير، وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت
من الأوقات، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات..
والقراءة أيضا كونها هواية، إلا أنها أصبحت جزءاً من العمل، وأصبح من
الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية..
وأيضاً فإن الهوايات المحببة لدي علم الفلك ومراقبة الكواكب، حيث أملك
مرصداً صغيراً آمل تحسينه مستقبلاً، وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي
المناسـبـة حسب النشـرات الفلكيـة فـإنني أقـضي بعـض الوقـت في مراقبـة هذه
الكواكـب السماويـة..
وكـرياضـة كنـت ولازلـت ـ إذا مـا وجدت الوقت ـ أمارس لعبة التنس، كما أحب
متابعتها إذا علمت أنها على جهاز التلفاز، وكذلك أيضا بالنسبة لألعاب القوى
، فـإنني أحب متابعتها.
هذا بحث متواضع عن رجل عمان الأول وبانيها, ابنها البار بها جلالة السلطان
قابوس المعظم حفظه الله ورعاه, بحث أتمنى أن أكون قد وفقت فيه, وأن يكون
نافذة لمن يرغب بمعلومات أو بحث عن أعظم شخصيات هذا العصر والمستقبل, بإذن
الله.
حفظك الله ورعاك يا ســـــــيدى قـــابـوس